محتوى المقالة الرئيسية

الملخص

يعالج هذا المقال بنهج مقارن قضية ذات أهمية راقية في الدرس البلاغي، ألا وهي نظرية النظم التي ملأ صيتها آذان الدهر قرنا إثر قرن، ورجع الفضل في تبنيها ونضجها إلى عبد القاهر الجرجاني. يقوم المقال بتتبع ملامح هذه النظرية في عهود سبقت عصر الجرجاني تاريخيا، فيبحث عن جذورها، و ملامح ظهورها ونضجها في أعمال عباقرة القرون بشكل مقارن، يتم كل ذلك من خلال مبحثين اثنين، فيعرفنا في المبحث الأول ضمن مطلبين اثنين بحقيقة تلك النظرية، وأصالتها ومنبتها، ثم يبرز في المبحث الثاني مظاهر نموها ضمن ثلاثة مطالب، يبدأ بالحديث عن ملامحها وبوادرها بصورة واضحة مرقمة، من خلال دراسة جهود سيبويه في كتابه، كما يصرح ثانيا بمظاهر تطورها بأيدي علماء كل عصر بدءا من الجاحظ وابن قتيبة مارا بجهابذة هذا الفن الذين وصلتني أعمالهم بهذه المناسبة من أمثال الرماني، والخطابي والباقلاني ثم يتعرض ثالثا إلى مظاهر نضجها وكمالها بيد عبد القاهر الجرجاني. على الرغم من أن نظرية النظم قتلت بحثا منذ زمان، فقد ناقشها العلماء قديما، كما أن المعاصرين منهم ظلوا بها مولعين يناقشونها بهيام شديد يوما بعد آخر من وجهات النظر المختلفة إلا أن البحث حولها بشكل مقارن بين الأدوار المختلفة بقي موضوعا بكرا لم يتحمل أحد مؤنة مناقشته والتنقب عنه قبل هذا، فحاولت أن أبادر هذا الميدان، وأسد هذا الفراغ بجهدي المتواضع قدر الاستطاعة، لعله تفيد به المكتبة العربية شائقيها، وهذا هو الذي يثبت أصالة موضوع مقالتي، ويعتبر الجديد فيها، ويبرر بذل جهدي في هذا الموضوع التراثي القديم.

الكلمات المفتاحية

البوادر تأسيسها الملامح نضجها النظم

تفاصيل المقالة