مجلة الدراسات الإسلامية - جامعة كابل

صور جواب المدعى عليه بين الفقه الحنفي والقانون الأفغاني

2025-12-21T01:27:52+00:00

تعد مسألة جواب المدعى عليه من أهم مسائل القضاء، ولها أهمية خاصة في الإجراءات القضائية، إذ جواب المدعى عليه يحدد مصير القضية والدعوى، والإجراءات القضائية تعتمد على جواب المدعى عليه وترتبط به ارتباطًا وثيقًا، وتهدف الدراسة هذه إلى بيان صور جواب المدعى عليه وتحليل آثارها الشرعية مع مقارنة النصوص القانونية المعمول بها في المحاكم الأفغانية، وصولًا إلى فهم أعمق للكيفية التي ينبغي للقاضي أن يتعامل بها مع كل صورة من صور الجواب. واعتمد الباحث على المنهجين الوصفي والمقارن، وذلك بتتبع واستقراء المادة العلمية من مصادرها المعتمدة في الفقه الحنفي، وربطها ومقارنتها بالقواعد والإجراءات القضائية في النظام القضائي الأفغاني، مع دراسة تطبيقات كل صورة من الجواب. وخلص البحث إلى نتائج مهمة، أبرزها أن الإقرار هو رئيس الأدلة ويترتب عليه الحكم مباشرة، وأن إنكار المدعى عليه وسكوته ينقلان عبء الإثبات إلى المدعي، وأن الدفع يحتاج إلى النظر في نوعه للتحقق من كونه صحيحًا أو فاسدًا، وأن القضاء المعاصر في أفغانستان يتوافق تمامًا مع الأصول الفقهية الحنفية، مما يفتح آفاقًا لتطوير مستمر يخدم العدالة.

التفسير الرقمي: دراسة لتأثير التكنولوجيا الحديثة على تفسير القرآن الكريم

2025-12-21T01:29:36+00:00

يُعدّ التفسير الرَّقمي أحد أبرز المناهج المعاصرة في دراسة القرآن الكريم، إذ يقوم على توظيف التقنيات الرقمية وعلوم الحاسوب في جمع الآيات القرآنية وتصنيفها وتحليلها من خلال أدوات إحصائية وموضوعية دقيقة، بما يُتيح الوصول إلى دلالات ومعانٍ جديدة تُسهم في تطوير علم التفسير وخدمة الباحثين في هذا المجال. تهدف هذه الدراسة إلى استكشاف التأثير المتنامي للتكنولوجيا الحديثة على منهج التفسير الرقمي للقرآن الكريم، وذلك من خلال تحليل الأدوات والمنصات الرقمية والمواقع الإلكترونية والتطبيقات القرآنية، إضافة إلى دراسة دور وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الفكر التفسيري الرقمي وتيسير الوصول إلى مصادر العلم الشرعي عبر الفضاء الإلكتروني. ومع بروز الثورة الرقمية المعاصرة، أصبحت التكنولوجيا الحديثة جزءاً لا يتجزأ من العلوم الشرعية، حيث فتحت المجال أمام الباحثين والمختصين لاستحداث طرائق بحث رقمية مبتكرة تسهّل التعامل مع النص القرآني بصورة أعمق وأدق. ومن أبرز مظاهر هذا التطور: ظهور الموسوعات الإلكترونية، والتطبيقات التفاعلية، وقواعد البيانات الذكية الخاصة بعلوم التفسير، إلى جانب استخدام الذكاء الاصطناعي وتقنيات التحليل اللغوي الآلي في دراسة النصوص القرآني. إن هذا المنهج الجديد، المعروف باسم التفسير الرقمي، لا يُعدّ بديلاً عن التفسير التقليدي القائم على المأثور والاجتهاد، بل يمثل نقلة نوعية في أدوات البحث وأساليبه، إذ يجمع بين الأصالة والمنهجية الحديثة. وفي الوقت نفسه، يطرح هذا الاتجاه تحديات علمية ومعرفية وشرعية تتطلب وضع ضوابط منهجية ،وأسس تأصيلية لضمان توجيه هذا الحقل الجديد نحو خدمة مقاصد القرآن الكريم بروح علمية منضبط.

الاجارة المنتهیة بالتملیک؛ مفهومها وأهمیتها الاقتصادیة

2025-12-21T01:27:40+00:00

تواجه أفغانستان ومعظم دول العالم الإسلامي تحديات اقتصادية مزمنة تتمثل في انتشار الفقر، وقلّة فرص الاستثمار، وتباطؤ النمو الاقتصادي. وقد أدّت هذه الظروف إلى زيادة الحاجة للبحث عن آليات تمويل شرعية فعّالة تسهم في تعزيز التنمية وتقلّل من الاعتماد على المعاملات الربوية. تهدف هذه الدراسة إلى توجيه المجتمع نحو اعتماد صيغ تمويلية آمنة وفعّالة، وبيان دور صيغة الإجارة المنتهية بالتمليك في تمويل المشروعات الاقتصادية الكبرى، مع الالتزام بالضوابط الشرعية. وقد اعتمدت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي من خلال جمع البيانات من المصادر المكتبية وتحليلها. وتوصلت الدراسة إلى النتائج التالية: الإجارة في الشريعة الإسلامية عقدٌ على منفعةٍ معلومةٍ بعِوَضٍ معلوم، وهي مشروعة بالكتاب والسنة والإجماع. كما أن الإجارة التشغيلية تمثّل أحد التطبيقات الحديثة التي تقوم على تأجير الأصول لأداء عمل محدد ثم استردادها وإعادة تأجيرها. أما الإجارة المنتهية بالتمليك فتتميّز باقتران عقد الإجارة بوعدٍ بتمليك العين المؤجرة في نهاية المدة أو خلالها، وفق الضوابط الواردة في المعايير الشرعية. وتُظهر النتائج أن لهذه الصيغة أهمية كبيرة للمؤجر؛ إذ تمكّنه من استخدام أصول رأس المال دون الحاجة لشرائها مباشرة، مما يمنحه مرونة مالية ويعدّ تمويلاً خارج الميزانية. كما أنها مهمّة للمستأجر لما توفره من ضمانات قوية، كون الأصل يبقى مملوكًا للمؤجر، مما يحميه من مخاطر الإفلاس أو إساءة الاستخدام. وتبرز أهميتها كذلك في الجانب الاقتصادي من خلال تسريع إقامة المشروعات، وتفعيل الموارد والخبرات، والحد من الآثار التضخمية، وتمكين المشروعات الوطنية من الاستفادة من المعدات والتقنيات الحديثة. وتخلص الدراسة إلى أن الإجارة المنتهية بالتمليك تعدّ أداة تمويلية إسلامية قادرة على الإسهام الفعّال في تنشيط الاقتصاد ودعم الاستثمار في المجتمعات الإسلامية، ولا سيما الفقيرة والنامية.

دور العقيدة الإسلامية في ترسيخ قيم الوسطية والإعتدال في المجتمعات الإسلامية

2025-12-21T01:30:28+00:00

يبرز هذا البحث الدور المحوري للعقيدة الإسلامية في ترسيخ قيم الوسطية والاعتدال داخل المجتمعات المسلمة، باعتبارها المرجعية العليا التي تضبط الفكر والسلوك وتوازن بين متطلبات الروح والجسد، والدنيا والآخرة، وتواجه مظاهر الغلو والتفريط التي تهدد هوية الأمة واستقرارها. واستناداً إلى النصوص القرآنية والسنة النبوية، تكشف الدراسة عن كون الوسطية خصيصة أصيلة ميّزت التصور الإسلامي في جميع مجالات الحياة، وتوضح كيف تسهم العقيدة في توجيه السلوك الفكري والعملي للمسلم عبر بناء منظومة قيمية متكاملة تحفظ التوازن بين العقل والنقل، وبين الثبات على الأصول والانفتاح على معطيات العصر. وتتناول الدراسة قدرة العقيدة الإسلامية على معالجة الانحرافات الفكرية المتمثلة في الغلو الذي يقود إلى التشدد والتفريط الذي يفضي إلى التسيب والانحلال، من خلال ترسيخ أصول عقدية كالإيمان بالتوحيد والقدر والمعاد، باعتبارها ضوابط فكرية وسلوكية تضمن الاعتدال. كما تبيّن أثر الوسطية العقدية في استقرار المجتمعات المسلمة المعاصرة من الناحية الفكرية والاجتماعية والسياسية، حيث تؤسس لثقافة الحوار والتعايش وتحصّن الأمة من الانقسام الداخلي، بما يجعلها أداة فعالة لحماية الهوية الجماعية وصون السلم الأهلي. ولتحقيق هذه الغايات، اعتمد البحث منهجاً تحليلياً للنصوص القرآنية والحديثية ذات الصلة، ومنهجاً وصفياً تحليلياً لرصد تطبيقات الوسطية في التجارب الإسلامية القديمة والمعاصرة، إلى جانب مقاربة تحليلية مقارنة لتشخيص مظاهر الغلو والتفريط واقتراح البدائل العقدية التي تضمن الاعتدال. وتخلص النتائج إلى أن العقيدة الإسلامية ليست مجرد عنصر إيماني فردي، بل إطار شامل ومصدر حضاري يعيد للأمة توازنها الفكري والروحي والاجتماعي، ويمنحها القدرة على الجمع بين الأصالة والمعاصرة في مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل.

الاحتکار في الفقه الاسلامي وأثره علی الإقتصاد الإسلامی

2025-12-21T01:28:44+00:00

تناول هذا البحث موضوع الاحتكار في الفقه الإسلامي وأثره علی الاقتصاد الاسلامی، و هو من المسائل التي عالجتها الشريعة الإسلامية بصورة دقيقة، وبينت أحكامه وآثاره على الفرد والمجتمع. و هدف البحث تحديد مفهوم الاحتكار في الفقه الإسلامي مقارنة بالمفهوم الاقتصادي المعاصر، و بيان شروطه و أركانه، وموقف الشريعة الإسلامية منه، وتحليل آثاره الاقتصادية والاجتماعية السلبية، وعرض الوسائل والتدابير الشرعية للحد من ظاهرة الاحتكار. و قد اتبع الباحث المنهج الوصفي التحليلي المقارن مستدلاً بالنصوص الشرعیة مع بیان أراء فقهاء المذاهب الأربعة وخلص البحث إلى أن الاحتكار من المعاملات المحرمة في الشريعة الإسلامية لما فيه من ظلم وضرر للمجتمع، و أن الشريعة الإسلامية قد وضعت تدابير وقائية وعلاجية للحد من هذه الظاهرة ،و آثارها السلبية، و أن دور ولي الأمر والمؤسسات الاقتصادية في تطبيق هذه التدابير أمر ضروري لضمان استقرار السوق ،و تحقيق العدالة الاجتماعية و أكد البحث كذلك على أهمية تفعيل الرقابة الشرعية ،و الاقتصادية للحد من الممارسات الاحتكارية، وتعزيز الوعي الديني، والاقتصادي لدى الأفراد والتجار بأحكام الشريعة المتعلقة بالمعاملات المالية. كما يدعو إلى تبنّي سياسات اقتصادية عادلة مستمدة من مبادئ الاقتصاد الإسلامي تضمن التوازن بين المصلحة الفردية والعامة، وتحقق التنمية المستدامة القائمة على العدالة والتكافل الاجتماعي.

نشاط كتابة الحديث عند التابعين في البصرة " دراسة تحليلية "

2025-12-21T01:29:48+00:00

تدرس هذه الورقة نشاط التابعين في البصرة في كتابة الحديث، ومعرفة طبيعة الكتابة في تلك الفترة، مقارنة بين طبقات التابعين فيها، وصولاً إلى حجم الاعتماد على الكتابة في مدينة البصرة في تلك الفترة، وتأتي أهمية هذه الدراسة من أهمية فكرة الرواية المكتوبة وتحديد زمن بدءها وانتشارها، ثمّ مدى قوّتها وتأثيرها على الرواية ضبطاً وإتقاناً، وتتمثّل إشكاليّة البحث في الإجابة عن الأسئلة الآتية: هل كانت الرواية الكتابية عند تابعي البصرة منتشرة بشكل كبير؟ أم أنّ هناك اختلاف في ذلك؟ وما أسباب هذا الاختلاف؟ وما طبيعة الكتابة في زمنهم؟ وعليه فإن البحث يهدف إلى فهم أسباب اختلاف تابعي البصرة حول الكتابة ومدى أثره في نشاط الكتابة في تلك المدينة، ومدى تأثّر التابعين في رأي إمامهم أنس بن مالك، منتهجة في ذلك المنهج الاستقرائي والتحليلي، وقد توصّل البحث لعدد من النتائج منها: أنّ نشاط الكتابة عند تابعي البصرة لم يكن بذاك النشاط خاصّة عند كبارهم، وأنّ هناك اختلاف واضح بين آراء التابعين في طبقاتهم جميعاً حول قضية الكتابة، وقد أثبتت الدراسة أنّ هذا الاختلاف بين التابعين يعود لآرائهم الشخصية بشكل أساس، وأنّ رأي أنس بن مالك على الرغم من أثره على بعض التابعين إلا أنّ النقاش كان ما زال قائماً حول الكتابة.

الصحوة الإسلامية وترشيدها في جامعة هرات أفغانستان - طلاب السنة الثانية نموذجا

2025-12-21T01:29:23+00:00

يُعرف الشعب الأفغاني بتمسكه بالدين؛ إذ يحتل الدين مكانة مرموقة في حياته اليومية. فهم يقاومون أي شيء يعتبرونه دخيلاً على إيمانهم وقيمهم. ولذلك، حظي العلماء بمكانة مرموقة في المجتمع باعتبارهم حاملي لواء الإسلام. ومع ذلك، فقد تعرض هذا الشعب طوال تاريخهم الحديث لعواصف فكرية وثقافية متعارضة، بدءًا من التغريب في عهد أمان الله خان، وترسيخه في عهدي ظاهر شاه وداود خان، ثم تجلّى ذلك في الاحتلال السوفيتي والغزو الأمريكي المطول. أدت هذه الرياح إلى استيعاب بعض شرائح السكان في أفكار غير إسلامية أهمها الإلحاد والليبرالية المطلقة، والعلمانية. ومع استيلاء إمارة أفغانستان الإسلامية على السلطة عام 2021 ورفعها شعار تطبيق الشريعة الإسلامية، برزت الحاجة إلى توجيه الصحوة الإسلامية، لا سيما مع تكثيف مواد الثقافة الإسلامية في الجامعات وتوظيف المدرسين الجدد لتوجيه الطلاب. من هنا، تبرز أهمية دراسة "الصحوة الإسلامية وترشيدها في جامعة هرات طلاب السنة الثانية نموذجًا" لما لها من دور في إثراء البحث الديني، وقياس أثر المواد الدراسية، ولا سيما مادة التربية الفكرية، في توجيه السياسات الثقافية، وفهم أثر الغزو الفكري الغربي على الشباب، اتبع الباحثان المنهج الميداني التحليلي الإحصائي، ووزعا استبيانات على 319 طالبًا من أصل 1500 طالب، وفقًا لمعادلة كوتشران. ثم قاما بتحليل النتائج لتحديد نقاط القوة والضعف. وخلصت الدراسة إلى أن تأثير الغزو الفكري كان ضعيفًا في محور الإيمان، ومتوسطا في العبادة والسلوك، ومتوسطًا إلى قوي في السياسة. وأن أسباب الضعف ترجع إلى الانتماء الطائفي والتغريب. وأوصى الباحثان بخطة خماسية لتعزيز الصحوة، تتضمن جلسات أسبوعية، ومشاريع تطبيقية، ومسابقات قرآنية، ومراقبة أداء الصلوات، وعقد ندوات حول قضايا الأمة، مما يُسهم في هيكلة الصحوة الإسلامية وتوجيهها نحو المسار الصحيح.

السنة النبوية في مواجهة التحديات "دراسة تحليلية لأسباب التجديد في علوم الحديث"

2025-12-21T01:28:19+00:00

يهدف هذا البحث إلى دراسة أسباب التجديد في علوم الحديث في ظل ما تواجهه السنة النبوية من تحديات فكرية وثقافية معاصرة، وذلك من خلال تحليل الدوافع العلمية والواقعية التي جعلت العلماء يدعون إلى التجديد في هذا العلم الشريف. فقد أصبحت السنة في عصرنا عرضةً لكثير من الشبهات، التي تستوجب تجديد طرائق عرض علوم الحديث ومناهجه، بما يواكب التحولات الفكرية والاجتماعية، دون المساس بأصول هذا العلم أو ثوابته. ويركز البحث على أن التجديد المقصود هو تجديد إصلاحي مقيد بالضوابط العلمية، يقوم على إحياء روح العلم، وتبسيط مناهجه، وتصحيح المفاهيم، وتفعيل دوره في خدمة السنة والدفاع عنها، وربطها بواقع الأمة ومتطلبات الحياة المعاصرة. وقد تم اعتماد المنهج الاستقرائي لاستخلاص أبرز التحديات التي واجهت السنة النبوية، سواء في مراحلها الأولى كتحدي الوضع والكذب على النبي صلى الله عليه وسلم، أو تحدي إنكار حجية السنة. أو في واقعنا المعاصر كتحدي التأثر بالثقافات الأجنبية وانتقادات المستشرقين للسنة النبوية. كما تم اعتماد المنهج التحليلي في دراسة أسباب التجديد في علوم الحديث، من خلال تحليل العوامل الفكرية والاجتماعية والعلمية التي أسهمت في ظهوره. وقد خلص البحث إلى أن التجديد في علوم الحديث ضرورة علمية لحماية السنة النبوية، وضمان استمرارية عطائها، ومواجهة ما يعترضها من تشويه أو تحريف.

الإرهاب الفكري وعلاجه في ضوء القرآن الكريم

2025-12-21T01:30:14+00:00

تناول البحث ظاهرة الإرهاب الفكري باعتبارها من أخطر التحديات التي تواجه المجتمعات الإنسانية بوجه عام، والأمة الإسلامية على وجه الخصوص. فالإرهاب الفكري ليس ظاهرة طارئة أو محصورة في بيئة بعينها، بل هو واقع عالمي تعرضت له مختلف الأمم والأديان والفلسفات عبر تاريخها. وقد ركزت الدراسة على بيان مفهوم الإرهاب الفكري في القرآن الكريم، مع التمييز بينه وبين الإرهاب المادي الذي يترجم الأفكار المنحرفة إلى أفعال عنف وإفساد. كما تناول البحث أبعاد الظاهرة وأسبابها المتعددة؛ فمنها الدينية مثل الغلو وسوء الفهم، ومنها الثقافية مثل ضعف الوعي وانحسار الثقافة الإسلامية الأصيلة، ومنها الاقتصادية مثل الفقر والبطالة، ومنها الاجتماعية والسياسية مثل الظلم والاستبداد وغياب العدالة. وأبرز البحث أن خطورة الإرهاب الفكري تكمن في كونه الأساس المغذي للإرهاب المادي الذي يُشوّه صورة الإسلام ويُستغل من قبل خصومه في تبرير العدوان على الأمة. ثم خلصت الدراسة إلى أن مواجهة الإرهاب الفكري لا يمكن أن تتم عبر الحلول الأمنية وحدها، بل من خلال مقاربة شاملة تعالج جذوره الفكرية والثقافية والاجتماعية، وذلك بنشر الثقافة الإسلامية الصحيحة، وتفعيل دور الشريعة، والاهتمام بالتربية والتعليم، ومعالجة الاختلالات الاقتصادية. وبذلك يسهم القرآن الكريم في تقديم رؤية علاجية عميقة لهذه الظاهرة المركبة.

الأبعاد والمقاصد التربوية للقصص القرآنية ورسائلها

2025-12-21T01:28:05+00:00

تُعدّ القصص القرآنية من أبرز الأساليب التربوية في النصوص الوحيانية، فهي ليست مجرد روايات تاريخية، بل نزلت لتحقيق أهداف ومقاصد سامية تتعلق بهداية الإنسانية وتربيتها وإصلاحها. وقد استخدم القرآن الكريم أسلوب القصص؛ لتوضيح المفاهيم العقدية والأخلاقية الأساسية مثل التوحيد، والصبر، والتقوى، وجهاد النفس، والعدالة، ومقاومة الظلم، بأسلوب واقعي ملموس يسهل إدراكه من قبل المتلقّي. إنّ قصص الأنبياء عليهم السلام وأخبار الأمم السابقة في القرآن الكريم، تُقدِّم صورة واضحة عن السنن الإلهية في التاريخ، وتشتمل على رسائل تربوية، وأخلاقية، واجتماعية، وإيمانية عميقة، موجّهة إلى جميع الأجيال البشرية. يهدف هذا البحث إلى بيان الأبعاد والمقاصد التربوية للقصص القرآنية، واستخراج الرسائل التربوية الكامنة فيها. وقد اعتمدت الدراسة المنهج الوصفي– التحليلي مستندةً إلى المصادر التفسيرية والتربوية وعلم النفس الديني، للكشف عن الوظائف التربوية التي تؤديها القصص القرآنية. وتُظهر نتائج البحث أنّ القصص القرآنية، إلى جانب قيمتها الأدبية والفنية، تؤدي رسالة عميقة في مجال الهداية، وإصلاح السلوك، وتقوية الإيمان، وتنمية الفضائل الأخلاقية، وتعريف الإنسان بعواقب الطاعة والمعصية. وبناءً على ذلك، فإنّ البعد التربوي في القصص القرآنية يعَدّ من أنجع الاستراتيجيات الإلهية في بناء شخصية الإنسان المؤمن وتأسيس المجتمع الإلهي.

عقائد النصيرية وموقفهم من التكاليف الشرعية

2025-12-21T01:30:00+00:00

إن دراسة عقائد الفرق الباطنية من القضايا العلمية المهمة في ميدان العقيدة، لما تمثله من كشفٍ لحقيقة المذاهب المنحرفة التي خالفت أصول الإسلام وثوابته، ومن أبرز هذه الفرق الطائفة النصيرية التي ارتبط ظهورها بجملة من الانحرافات العقدية والفكرية، كان لها أثر كبير في الموقف من التكاليف الشرعية ومفاهيم الإيمان والعمل، وتكمن أهمية هذا البحث أنه يُعالج أبرز القضايا العقدية عند النصيرية، ولا سيما مسألة الألوهية وعلاقتها بالجانب البشري، وموقفهم من اليوم الآخر وما يتصل به من ثواب وعقاب، فضلًا عن موقفهم من الشعائر والتكاليف الإسلامية، ثم يتناول بالعرض والتحليل جهود بعض علمائهم وشيوخهم في محاولة تبرئة المذهب مما نُسب إليه من عقائد باطلة، وقد تناولت ذلك في موضوعات منها: طبيعة البحث في عقائد النصيرية، قضية الألوهية وعلاقتها بالجانب البشري عند النصيرية، موقف النصيرية من اليوم الآخر والثواب والعقاب، موقف النصيرية من التكاليف الشرعية وشعائر الإسلام، وقد اهتم البحث بالرجوع للمصادر المتوفرة عن النصيرية ذلك أن عقائد النصيرية تميزت بالسرية والتقية، مما جعل الكشف عن حقيقتها أمرًا يحتاج إلى تتبع دقيق لمصادرهم المعتمدة، ومقارنة أقوالهم بما ورد في كتب العقائد الإسلامية، واعتمدت في بحثي على العرض الوصفي والتحليل المقارن، من خلال الاستناد إلى النصوص المنقولة عن كتب النصيرية نفسها، ومقارنتها بما ورد في مصادر العقيدة الإسلامية، للوصول إلى تقويم علمي موضوعي يبيّن الموقف الصحيح من هذه العقائد، ويكشف أثرها في علاقة النصيرية بالشعائر والتكاليف الدينية.

ميزات النقد الحديثي عند الحافظ الزيلعي في نصب الراية

2025-12-21T01:28:32+00:00

يتناول هذا البحث منهج الحافظ جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي في كتابه "نصب الراية لأحاديث الهداية"، باعتباره من أبرز المؤلفات في خدمة الحديث النبوي وتخريج الأحاديث الفقهية. ويهدف البحث إلى إبراز السمات النقدية والمنهجية عند الزيلعي، وتحديد أسسه العلمية في التعامل مع الأسانيد والمتون، من خلال تتبع طريقته في التخريج، والتحليل، والحكم على الأسانيد والمتون، وبيان مكانته في المدارس الحديثية المتأخرة. اعتمد الباحث المنهج الاستقرائي التحليلي، وذلك بجمع النماذج الحديثية التي تناولها الزيلعي، ثم دراستها ومقارنتها بأقوال الأئمة النقاد، ولا سيما ابن حجر العسقلاني. وقد أظهرت النتائج أن الزيلعي تميز بعدة خصائص منهجية، أبرزها: العناية الواسعة بتتبع طرق الحديث وشواهده، ودقته في نقد الأسانيد ومعرفة أحوال الرواة، واهتمامه ببيان علل الحديث ونقد متنه، مع التزامه الموضوعية العلمية، وتوثيقه الدقيق للمصادر والمراجع. كما أظهر البحث أن منهج الزيلعي يعد حلقة وصل مهمة بين جهود المحدثين المتقدمين وطلاب العلم المتأخرين، وأن كتابه يمثل مرجعًا نقديًا مقارنةً بعصره ومن أكثر كتب التخريج تحريرًا وتدقيقًا في الحكم على الأحاديث. وتوصي الدراسة بمزيد عناية بالمناهج النقدية المتأخرة واستثمارها في تعزيز الدراسات الحديثية وخدمة السنة النبوية.

دلالات مصطلح الصبر ومشتقاته في اللغة واستعمالاته ضمن السياق القرآني

2025-12-21T01:28:57+00:00

يتناول هذا البحث دلالات مصطلح الصبر ومشتقاته في السياق القرآني، من خلال مقاربة دلالية وسياقية تهدف إلى الكشف عن أبعاد هذا المصطلح بوصفه عنصرًا بنيويًا فاعلًا في بناء الخطاب القرآني. وقد ركّزت الدراسة على تتبع جذره في مواضعه المختلفة في المعاجم اللغوية وضمن سياقه القرآني، وتحليل السياقات التي ورد فيها، للكشف عن العلاقة بين المعنى والمقام، وإبراز الأثر الذي يحدثه السياق في تشكيل دلالة المصطلح وتوجيه وظيفته الخطابية والرسالية، وقد بيّنت الدراسة أن الصبر في القرآن ليس مفهومًا جامدًا يُستدعى في مواضع الضيق فحسب، بل هو قيمة كليّة ترتبط بالإيمان، والجهاد، والدعوة، والتكليف، والتزكية، والجزاء، وتشكّل خيطًا ناظمًا في عدد من السور. وبهذا، تسهم هذه الدراسة في تعميق الفهم لمعاني الصبر في القرآن، وتدعو إلى إعادة النظر في كثير من الانماط التربوية التقليدية التي اختزلته في مجرّد التحمل السلبي للابتلاءات. ولكي تكتمل الصورة وضوحاً يتطلب: استقراء موارد المصطلح في القرآن الكريم من حيث: الإحصاء المتمثل بمواطن الورود في القرآن الكريم، ومن حيث: وصف صيغ الاشتقاقات التي ورد بهما، وتحليل معطيات هذه الموارد من حيث الحجم والشكل، ثم الانتهاء إلى تحليل معانيهما الجزئية المتضمنة في كل مورد، وفي حال معرفة هذه الأمور سالفة الذكر، سيتم على غرارها بيان ووضوح مفهوم مصطلح الصبر في القرآن الكريم.

أزمة الأسرة المسلمة في ظل تأثير الذكاء الاصطناعي وطرق معالجتها: دراسة تحليلية من منظور اجتماعي وقيمي

2025-12-21T01:29:11+00:00

تناولت هذه الدراسة إشكالية تأثير الذكاء الاصطناعي على الأسرة المسلمة من منظور اجتماعي وقيمي، في سياق التحولات الرقمية المتسارعة التي يشهدها العصر الراهن. وهدفت إلى تحليل أبرز التحولات التي طرأت على بنية العلاقات الأسرية جرّاء استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ولا سيما ما يتعلق بتراجع سلطة الأبوين، فضلاً عن تصاعد الاعتماد على الوسائط الذكية في تنظيم شؤون الحياة الاسرية. كما وقفت الدراسة عند التحديات الناجمة عن هذا الوضع، وعلى رأسها اختلال التنشئة وضعف آليات الضبط القيمي داخل الأسرة. وفي ضوء ذلك، اقترحت الدراسة مجموعة من البدائل العملية، من أبرزها تبنّي مفهوم "التربية الرقمية الإسلامية" كمدخل توجيهي يجمع بين الوعي التكنولوجي والمبادئ القيمية، إلى جانب ضرورة تفعيل أدوار المؤسسات التربوية والدينية في التأطير والمرافقة. واعتمدت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، مستندة إلى معطيات واقعية مستقاة من الواقع الأسري في المجتمعات المسلمة، ومقاربتها برؤية شرعية معاصرة تبرز الأبعاد التربوية والدينية في التعامل مع هذه التقنيات. كما خلصت الدراسة إلى ضرورة إحداث توازن بين الانفتاح على الذكاء الاصطناعي والحفاظ على التماسك الأسري والهوية القيمية والدينية للأسرة المسلمة.

الإمام معمر بن راشد ومنهجه في كتابه الجامع

2025-12-21T01:30:42+00:00

يُسلط هذا البحث الضوء على شخصية الإمام معمر بن راشد الأزدي، أحد أبرز رواة الحديث في القرن الثاني الهجري، ومن أوائل من صنّفوا في الحديث النبوي. يتناول البحث سيرته العلمية، ومنهجه في الرواية والتأليف، ويدرس كتابه "الجامع" الذي يُعد من أقدم الجوامع الحديثية، حيث جمع فيه أبوابًا متنوعة تشمل العقيدة، والعبادات، والمعاملات، والتفسير، والمناقب، والرقائق، وغيرها. كما يستعرض البحث خصائص منهجه الحديثي، مثل كثرة العنعنة دون تدليس، والتصريح بالسماع، وبيان الرفع والوقف، وإيراد المتابعات والشواهد، وشرح الغريب، والعناية بالسؤالات الفقهية، مع ذكر بعض الإسرائيليات مسندة. ويُبرز البحث مصادره الحديثية المبكرة، مثل صحيفة همام بن منبه ونسخة أبي الزبير عن جابر. ويُناقش البحث أقوال النقاد فيه، حيث اتفقوا على توثيقه في الجملة، مع بعض الملاحظات على رواياته عن شيوخ معينين، خاصة في رواياته بالبصرة. ويخلص إلى أن الإمام معمر وكتابه "الجامع" شكّلا حلقة وصل مهمة في تطور التأليف الحديثي، وكان لهما أثر بالغ في كتب السنة الكبرى، مما يجعل دراستهما ضرورة علمية لإحياء التراث الحديثي المبكر.